ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد
فان للعقل فى الشريعه الاسلامية مكانة لا ينكرها الا جاحد فالعقل فى الشرع هو مناط التكليف فلا يكلف فى الشرع الا عاقل وجعل الشارع الحكيم العقل مناطا للتكليف فلا يدعى ان الشرع يلغى اعمال العقل الا جاهل او جاحد
ولكن الفرق ان البعض يخلط بين التكليف والحاكميه ... فالعقل ليس مناطا للحكم على الشرع بل العكس صحيحا وهذا بديهى لمن له عقل فلاشك ان الحكم لغة وشرعا انما يكون للاعلى على الادنى ولا ريب ان الشرع المستمد من الشارع هو الاعلى والاكمل من العقل القاصر ومن يدعى للعقل كمالا او للشارع نقصا فانما جاء بمناقضا للعقل الذى يدعى حاكميته على الشرع وبالتالى على الشارع
ولاثبات نقصان العقل ليس لنا الا ان نسال هل العقل مستقلا بذاته ام انه يستمد قدراته من معطيات اخرى كالفهم والفكر والعلم والتجارب والشعور والاحساس وغيرها ... والاجابه بالطبع انه غير مستقل بذاته وهذا يدفعنا لنسال السؤال التالى هل العقل ملما بكامل العلم او كامل الفهم او كامل التجارب والاحساس والشعور والاجابه ايضا بانه مهما بلغ العقل مبلغه فانه يحوى بعض العلم والفكر والفهم والاحساس ... فكيف لقاصر ان يكون حاكما على كامل لبئس ما يحكمون ...
الامر الذى جعل من يحتكم الى العقل المجرد ضاربا بالشرع عرض الحائط انما هو هروب المكلف من التكاليف و ضعف نفسه عن تحمل تبعات الشرع من افعل ولا تفعل هذا ان افترضنا حسن النيه وناينا بانفسنا عن اتهام الاخر فى عقيدته وهذا هو الاولى قطعا فالحكم على العقيده انما هو لله ولرسوله بعلم من الله انما نحن نحكم على الظاهر من الاقوال والاعمال
يسال سائل ان كان العقل ليس له فائده فى امور الشرع فلما اذا نتشدق بان الشرع يحترم العقل ... نجيب على هذا بضرب مثال بسيط لامر من امور الشرع و موقف العقل منها وليكن مثالنا هو اهم اوامر الشرع وليكن العقل هنا هو عقل المكلف اى من ارتضى بداية الدخول فى الشرع اى انه مسلم عاقل بالغ قادر
عندما يقول الشارع الحكيم واقيموا الصلاة ... يتبادر الى العقل السليم والفطره النقيه سؤال واحد وهو كيف اصلى بينما العقل الرافض للتكاليف الضعيف الهمه فيسارع الى سؤال اخر لماذا اصلى والفرق بينهما عظيم فالاول يبحث عن كيفية الصلاة ليؤديها على الوجه الذى ينبغى والاخر مازال يهرب من التكليف ... فاذا انتقلنا الى المرحلة التاليه وهى ان الشرع يوضح للاول كيف يصلى ويقنع اللاخر بانه لابد له طالما ارتضى الدخول فى الاسلام ان يصلى يبدا الاول فى الصلاة بالكيفية التى اوضحها الشرع واذا اشكل عليه خلافا بين اهل العلم سارع للسؤال عن كيفية الخروج من الخلاف والاخذ بالاولى ونرى الاخر يتحين الفرصه ليجد خلافا بين اهل العلم فى مسالة فرعيه ليهرب من التكليف كما يهرب السهم من الرميه بل انه يتشبث دائما بالقول الذى يرفع عنه التكاليف وان قال به من ليس من اهل العلم ... ويظل الامر هكذا فريق يقول سمعنا واطعنا ويعملون العقل فيما هو اهله وفريق يقول سمعنا وعصينا ..... حتى ياذن الله بان يهدى من يشاء ويضل من يشاء
هدانا الله واياكم الى ما فيه الخير وارشاد والحمد لله رب العلمين